الرئيسية

 

 

 

القديس لوقا الإنجيلي

 
 

 

كتب الفيلسوف المتطرف "فريدرينج نيتشة": "إن الشفقة أمر يصيب بالكآبة؛ فالشخص يهدر قوته على من يُشفق عليه".

ولقد أصيب نيتشه بالجنون في ذات السنة التي ولد فيها أدولف هتلر. لكن هتلر تبنّى فلسفة هذا الفيلسوف؛ فكان يزدري ببقية الناس وينعزل عنهم، وكان على الأخص يحتقر الضعفاء والمعوقين، وكان يخطط للقضاء عليهم.

كتب "روبرت باين" في كتابه (حياة وموت أدولف هتلر) :" لقد كان يظل منعزلا وحده حتى في مناسبات الأفراح والأعياد وعندما يقترب منه أحد كانت تتوقف فجأة لديه كل أنواع العاطفة؛ فقد كان لديه مناعة ضد الناس!" وعلى النقيض من هذا نرى الرب يسوع...ابن الإنسان العطوف. ويصف لوقا الطبيب في إنجيله الرب يسوع بأنه يختلط بالناس بالعشارين والخطاة، ويشارك أثقال المتألمين والضعفاء. ولقد برهن الرب يسوع أن الشفقة هي علامة القوة لا الضعف، وإن قوة الله تنساب من خلال قلوب مُحبة.

فعالمنا يمتلئ بأشخاص متألمين يحتاجون إلى لمسة حب وكلمة تشجيع، ولقد وضع الله شعبه هنا ليجعل العالم يدرك أنه يهتم بهم.

إذا كان هناك شخص كتب كتابا مليئا بالأخبار السارة لكل إنسان فيكون هذا الشخص هو لوقا الطبيب؛ فمفتاح رسالته هو: " لإن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لوقا10:19) ... لقد قدّم لوقا الرب يسوع لنا كإبن الإنسان الشفوق الذي جاء ليعيش وسط الخطأة، يحبهم، يعينهم، يموت لأجلهم.

وفي هذا الإنجيل تتلاقى مع أفراد ومع جموع، مع نساء وأطفال ورجال، مع خطاة وقديسين، إنه إنجيل يحمل رسالة لكل إنسان؛ لان تركيز لوقا كان على عمومية وشمولية الرب يسوع المسيح وخلاصه.."ها أنا أبشركم بفرح عظيم لجميع الشعب" (لوقا 10:2).

ويُذكر اسم لوقا الطبيب ثلاث مرات في العهد الجديد. وقد كتب سفر الأعمال، وسافر مع بولس، ويبدو أن لوقا كان أمميا، وتعلّم ليكون طبيبا فلا عجب إن بدأ إنجيله بكتابة التفاصيل عن ميلاد طفلين مهمين، ولا عجب إن كان يركّز في إنجيله على شفقة يسوع على المتألمين. لقد كتب إنجيله بفكر مؤرخ دقيق وبقلب طبيب محب. وقد كُتب إنجيل لوقا لأجل ثاوفيلس الباحث عن الحق .لقد كانت حياة ورسالة المسيح هامة جدا. ولقد كتب لوقا إنجيله حتى ما يقدم لقارئيه ملخصا مرتباً ودقيقاً عن حياة، وخدمة، ورسالة المسيح يسوع. ولقد كان لوقا باحثا دقيقا وهو يقدم مادة الإنجيل؛ فلقد التقى مع شهود العيان الذين رأوا يسوع، وتحدث إليهم، واستمع إلى هؤلاء الذين كانوا يكرزون بالكلمة لكن أكثر من كل هذا أنه كان مسوقا بروح الله القدوس. والوصية التي يقدمها لنا السيد المسيح من خلال انجيل القديس لوقا هي " كن شفوقا ".