الرئيسية

 

 

 

القديس لص اليمين

 
 

لصٌ في حياته وفي آخرته

"يا رب اذكرني في ملكوتك "
 
كان عدوا وفجأةً صار صديقا. كان غريباً فصار من الأهل. كان لصاً فصار معترفاً
سلب الناس مالهم وحياتهم. ثم وقف على أبواب الموت، في نهاية حياته، يائسا من الحياة الحاضرة، فاقد كل أملٍ في الحياة المقبلة، غير مستحق حتّى أن يفكر فيها ، ومع ذلك، لم يخف أن يطلبها.
 
منْ مِن التلاميذ اضطرم بمثل هذه الجرأة ؟ كلهم هربوا وتركوه، بعد أن اعترفوا به لّما كانوا معه في حياته. وهذا الذي أنكره في حياته ها هو يعترف به عند موته.
 
صلّى وفي صلاته إيمانٌ ورجاءٌ ومحبهٌ. " أذكرني يا رب إذا ما جئت في ملكوتك ". من يسأل مثل هذا السؤال لو لم يكن في قلبه رجاء ومحبة، فهو يرغب في أن يكون معه. وكيف يرفض الأب الكلي الصلاح سؤال مثل هذا السائل، وهو الذي ألهمه السؤال. استجاب المسيح إذاً لا للص بل للمعترف.
 
إن يسوع الكلي الصلاح والحلم يستجيب بسرعة لمن يدعوه، وبسرعةٍ يعدُ، وبسرعة يعطي " اليوم تكون معي في الفردوس". كلمات معزية نتمنى كلنا أن نسمعها عند ساعة موتنا... إنها معجزة كبرى : أن يغفر الله للإنسان كل ماضيه الأثيم، لا بل يطوّبه فيصبح أول قديس يدخل السماء مع المسيح، لأنه ندم ووضع كل ثقته في مخلصه بالرغم من كل خطاياه الماضية.
ويقول اللاهوتي الكبير فون بلتاسر :" عندما نظر اللص اليمين إلى المسيح المصلوب، أدرك في ايمان ورجاء، أن المخلص الفادي احتوى في قلبه المطعون كل معاصيه ".
عزيزي إن المسيح يغفر لك كل يوم... فهل تقبل غفرانه؟ انظر اليه نظرة تواضع وندم.. نظرة حب ورجاء.. وتأكد تماماً أنه سيغمرك بغفرانه و ثوابه.. كما فعل مع اللص اليمين!