اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 
 

"ومَن لم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا" (مر9: 40)

 


إنجيل القدّيس مرقس .48-47.45.43-38:9

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يوحَنّا لِيَسوع: "يا مُعَلِّم، رَأَينا رَجُلًا يَطرُدُ ٱلشَّياطينَ بِٱسمِكَ، فَأَرَدنا أَن نَمنَعَهُ لِأَنَّهُ لا يَتبَعُنا".
فَقالَ يَسوع: "لا تَمنَعوه. فَما مِن أَحَدٍ يُجري مُعجِزَةً بِٱسمي يَستَطيعُ بَعدَها أَن يُسيءَ ٱلقَولَ فِيَّ.
وَمَن لَم يَكُن عَلَينا، كانَ مَعَنا".
ومَن سقاكُم كَأسَ ماءٍ على أَنَّكم لِلمَسيح، فالحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّ أَجرَه لَن يَضيع".
وَمَن كانَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِهَؤلاءِ ٱلصِّغارِ ٱلمؤمِنين، فَأَولى بِهِ أَن تُعَلَّقَ ٱلرَّحى في عُنُقِهِ وَيُلقى في ٱلبَحر.
فَإِذا كانَت يَدُكَ سَبَبَ عَثرَةٍ لَكَ فَٱقطَعها. فَلَأَن تَدخُلَ ٱلحَياةَ وَأَنت أَقطَعُ ٱليَد، خَيرٌ لَكَ مِن أَن تَكونَ لَكَ يَدانِ وَتَذهَبَ إِلى جَهَنَّم، إِلى نارٍ لا تُطفَأ. وَإِذا كانَت رِجلُكَ سَبَبَ عَثرَةٍ لَكَ فَٱقطَعها. فَلَأَن تَدخُلَ ٱلحَياةَ وَأَنتَ أَقطَعُ ٱلرِّجل، خَيرٌ لَكَ مِن أَن تَكونَ لَكَ رِجلانِ وتُلقى في جَهَنَّم.
وَإِذا كانَت عَينُكَ سَبَبَ عَثرَةٍ لَكَ فَٱقلَعها. فَلَأَن تَدخُلَ مَلَكوتَ ٱللهِ وَأَنتَ أَعوَر، خَيرٌ لَكَ مِن أَن تَكونَ لَكَ عَينانِ وَتبقى في جَهَنَّم،
حَيثُ لا يَموتُ دودُهُم، وَلا تُطفَأُ ٱلنّار.

 

"ومَن لم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا" (مر9: 40)

إنّ الذين لم يقبلوا الإنجيل بَعد، فإنّهم مُتّجهون نحو شعب الله بطرق شتّى. بادئ ذي بدء ذلك الشعب الذي اقتبل العهد والمواعيد، ومنه خرج الرّب يسوع المسيح بحسب الجسد (راجع رو 9: 4-5)؛ شعب محبوب من حيث الاختيار، من أجل الآباء، لأنّ مواهب الله ودعوته هي بلا ندامة (راجع رو 11: 28-29). ولكنّ تصميم الخلاص إنّما يشمل الذين يعترفون بالخالق، ومن بينهم أوّلاً المسلمون الذين يقرّون أنّ لهم إيمان ابراهيم، ويعبدون معنا الإله الواحد الرحيم، الذي سيدين البشر في اليوم الأخير.

وحتّى الذين يفتّشون بعد وتحت الأشكال وفي الصور عن إله يجهلونه، ليس الله ببعيدٍ عنهم، لأنّه هو الذي يمنح الجميع حياة ونفسًا وكلّ شيء (راجع أع 17: 25-28)، ولأنّه كمخلِّص يريد أن يقود كلّ الناس إلى الخلاص (راجع 1تم 2: 4). وأيضًا أولئك الذين، دون خطأ منهم، يجهلون إنجيل الرّب يسوع المسيح وكنيسته، إنّما يفتّشون عن الله بنيّة صادقة، ويجتهدون في أن يكملوا بأعمالهم إرادته، التي تُعرَف لديهم، من خلال أوامر ضميرهم، هم أيضًا يبلغون إلى الخلاص الأبدي.

ولا تمنع العناية الالهيّة المعونات الضروريّة للخلاص، عن الذين بدون ذنبٍ منهم، لم يتوصّلوا بعد إلى معرفة الله الصريحة، ويعملون على أن يسيروا سيرة مستقيمة بمساعدة النعمة الالهيّة. وكلّ ما يمكن أن يوجد عندهم من خير وحقّ، إنّما تعتبره الكنيسة تمهيدًا للإنجيل، وعطيّة من ذلك الذي ينير كلّ إنسان، لكي تكون له الحياة في النهاية.