HOME

 

زمن الصوم هو بداية جديدة

 
 


زمن الصوم هو بداية جديدة، طريق تقود نحو هدف أكيد: فصح القيامة، انتصار المسيح على الموت. ويوجّه لنا هذا الزمن دومًا دعوة قويّة إلى التوبة: إن المسيحيّ مدعوّ للعودة إلى الله "بكلّ قلبه"، ولعدم الاكتفاء بحياة سطحية وإنما للنمو بالصداقة مع الرب. يسوع هو الصديق المخلص الذي لا يتخلّى عنّا أبدًا، لأنه، حتى وإن أخطأنا، فهو ينتظر بصبر عودتنا إليه، وبهذا الانتظار يُظهر رغبته بالغفران. زمن الصوم هو الزمن المناسب لتكثيف حياة الروح عبر الوسائل المقدسة التي تقدّمها الكنيسة: الصوم، والصلاة، والصدقة. في أساس كلّ شيء نجد كلمة الله، التي نحن مدعوّون في هذا الزمن إلى الإصغاء إليها والتأمّل بها باجتهادٍ أكبر. أودّ التوقّف هنا، بشكل خاص عند مثل الرجل الغنيّ ولعازر الفقير. لنسمح بأن تُلهمنا هذه الصفحة المهمّة، التي تقدّم لنا المفتاح لنفهم ما ينبغي علينا فعله لبلوغ السعادة الحقيقيّة والحياة الأبديّة، وتحضّنا على توبة حقيقية.

أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنَّ الصوم هو الزمن المناسب لنتجدّد في لقائنا بالمسيح الحيّ في كلمته، والأسرار والقريب. ليدلّنا الرب –الذي انتصر على حيل المجرِّب خلال أربعين يوم في البرية– على الدرب الذي ينبغي إتباعه. وليرشدنا الروح القدس لنقوم بمسيرة توبة حقيقيّة، فنكتشف مجدّدًا عطيّة كلمة الله، ونُطَهَّر من الخطيئة التي تعمينا، ونخدم المسيح الحاضر في الإخوة المعوزين. أُشجّع جميع المؤمنين كي يعبِّروا عن هذا التجدّد الروحي من خلال مشاركتهم أيضًا في حملات الصوم الكبير التي تعزّزها منظمات كنسية عديدة في مختلف أنحاء العالم، كي تنمو ثقافة اللقاء في الأسرة البشرية الواحدة. لنصلِّ من أجل بعضُنا البعض كي نعرف، وإذ نشارك في انتصار المسيح، كيف نفتح أبوابنا للضعيف وللفقير. فنتمكّن هكذا من أن نحيا ونشهد بالكامل لفرح الفصح.