سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

"مَن كانَ أَمينًا على القَليل، كانَ أَمينًا على الكثيرِ أَيضًا" (لو 16: 10)


في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: "كانَ رَجُلٌ غَني، وَكانَ لَهُ وَكيل. فَشُكِيَ إِلَيهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَموالَهُ. 
فَدَعاه، وَقالَ لَه: ما هَذا ٱلَّذي أَسمَعُ عَنكَ؟ أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ، فَلا يُمكِنُكَ بَعدَ ٱليَومِ أَن تَكونَ لي وَكيلًا.
فَقالَ ٱلوَكيلُ في نَفسِهِ: ماذا أَعمَل؟ فَإِنَّ سَيِّدي يَستَرِدُّ ٱلوَكالَةَ مِنّي، وَأَنا لا أَقوى عَلى ٱلفِلاحَة، وَأَستحي من ٱلٱستِعطاء. 
قَد عَرَفتُ ماذا أَعمَلُ، حَتّى إِذا نُزِعتُ عَنِ ٱلوَكالَة، يَكونُ هُناكَ مَن يَقبَلونَني في بُيوتِهم.
فَدَعا مَديني سَيِّدِهِ واحِدًا بَعدَ ٱلآخَر، وَقالَ لِلأَوَّل: كَم عَلَيكَ لِسَيِّدي؟
قال: مائَةُ كَيلٍ زَيتًا. فَقالَ لَهُ: إِلَيكَ صَكَّك. فَٱجلِس وَٱكتُب عَلى عَجَلٍ خَمسين.
ثُمَّ قالَ لِلآخَر: وَأَنتَ كَم عَليك؟ قال: مائَةُ كَيلٍ قَمحًا. قالَ لَه: إِلَيكَ صَكَّك. فَٱكتُب ثَمانين.
فَأَثنى ٱلسَّيِّدُ عَلى ٱلوَكيلِ ٱلخائِن، لِأَنَّهُ كانَ فَطِنًا في تَصَرُّفِهِ. وَذَلِكَ أَنَّ أَبناءَ هَذِهِ ٱلدُّنيا أَكثَرُ فِطنَةً مَعَ أَشباهِهِم مِن أَبناءِ ٱلنّور.
وأَنا أَقولُ لَكم: اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ قَبِلوكُم في المَظالِ الأَبَدِيَّة.
مَن كانَ أَمينًا عَلى ٱلقَليل، كانَ أَمينًا عَلى ٱلكَثيرِ أَيضًا. وَمَن كانَ خائِنًا في ٱلقَليل، كانَ خائِنًا في ٱلكَثيرِ أَيضًا.

فَإِذا لَم تَكونوا أُمَناءَ عَلى ٱلمالِ ٱلحَرام، فَعَلى ٱلخَيرِ ٱلحَقِّ مَن يَأَتَمِنُكم؟ 
وَإِذا لَم تَكونوا أُمَناءَ عَلى ما لَيسَ لَكُم، فَمَن يُعطيكُم ما لَكُم؟ 
ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَين، لِأَنَّهُ إِمّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما وَيُحِبَّ ٱلآخَر، وَإِمّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهُما وَيَزدَرِيَ ٱلآخَر. فَأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لله وَلِلمال". 
 

يجب أن تعرف من أين تأتيك الحياة، والتنفّس، والذكاء؛ وما هو أثمن من كلّ شيء، معرفة الله، من أين يأتي رجاؤنا بملكوت السماوات ورجاؤنا بأن نتأمّل المجد الّذي تراه اليوم بشكل مظلم، كما في مرآة، ولكنّك ستراه غدًا بكامل نقائه وإشراقه (راجع 1كور 13: 12). من أين لك أن تكون ابن الله، وريثًا مع المسيح (راجع رو 8: 16- 17)، وأجرؤ على القول، أن تكون أنت نفسك إلهًا؟ كيف يمكن أن يكون كلّ ذلك وبواسطة من؟

أو أيضًا، لنتناول أمورًا أقلّ أهمّيّة، تلك التي تُرى: مَن منحك أن ترى جمال السماء، ومسار الشمس، ودورة القمر، والنجوم التي لا تُحصى، وفي هذا كلّه، تناغم من يقودها ونظامه؟... مَن أعطاك المطر، والزرع، والغذاء، والفنون، والقوانين، والمدينة، والحياة المتحضّرة، والعلاقات المألوفة مع أمثالك؟

 
أليس ذاك الّذي، قبل كلّ شيء ومقابل كلّ عطاياه، يطلب منك أن تحبّ البشر؟... فبما أنّه هو، إلهنا وربّنا، لا يخجل أن ندعوه أبانا، أفننكر نحن إخوتنا؟ لا، يا إخوتي وأصدقائي، لا تكونوا وكلاء غير مستقيمين للخيرات الموكَلَة إليكم.