الرئيسية

 
 

درب الصليب برفقة القديسة ماري الفونسين    

 
 
 

 

المرحلة الأولى:" لنتأمل يسوع يُحكم عليه بالموت"

يسوع البريء يُحكم عليه بالموت دون أن يستعملَ حقَه في الدفاع عن نفسِهِ أو يُظهرَ قوتَه وسلطَانه، وذلك حبّاً بالبشر وتكفيراً عن خطاياهم، كما حُكم على القديسة ماري الفونسين أن تَحتمِلَ الالآمَ والظلمَ التي سبّبتها الإفتراءاتُ ونكرانُ الجميل، والاستهزاء، مقدمةً إياها قربانا ًمن أجل مُضطهِديها ومن أجلِ إنجاحِ الرهبانيةِ وازدهارِها.

امنحني يا رب أن اصفحَ للمسيئينَ إليّ والاّ أحكمَ على الآخر وأدينَه.
 

 

المرحلة الثانية: " لنتأمل يسوع يحمل الصليب "

 لقد حملتَ صليبَكَ، يا حبيبي يسوع، وسِرتَ به وَسَطَ الصُّراخِ والْخزيِ والعار من قِبَلِ خاصَتِكَ الذين رفضوك وتنكّروا لك، كما حَمَلَتْ الأمُّ ماري الفونسين صليبَها وسارتْ خلفَك على طريقِ الْجلجلة محتمِلةً التضحيةَ والفقرَ والعذابَ وَسَطَ تنكُّرِ أخواتِها لها مُقدِّمةً إياها قرباناً وصلاةً باتضاعٍ وفرح.

علّمني يا يسوع كيف أحملُ صليبي اليومي وأسيرُ خلفَك برضىً ومحبةٍ وفرح.
 

 

المرحلة الثالثة: " لنتأمل يسوع يسقط تحتَ الصليب للمرةِ الأولى "

 يا يسوع، إنكَ تسقطُ تحتَ ثِقَلِ خطايانا التي حملْتها صليباً ثقيلاً مؤلماً، وَسطَ الرّفسِ واللطمِ والإساءة، وعندما نتمعَّنُ في حياةِ القديسة ماري الفونسين نكتشفُ كم مرةٍ هوتْ تحتَ صليبِ همومِها وحَيْرتِها وخوفِها، بعدما أبلغتْها الأمُّ البتول، إبّان ظهوراتِها لها، رغبتَها بتأسيسِ رهبنةِ الورديةِ وكم مرةٍ وجدتْ نفسَها وحيدةً، ليس من يُعينُها ويواسيها سوى نعمتِكَ. فصمتتْ وتألمتْ حبّاً بكَ وبأمِّك البتول.

لا تتركْني يا يسوع الحبيب، وعندما تُثقلني أمورُ الحياةِ وصعوباتُها، خذْ بيدي وأَنهِضْني لأتابعَ المسير.

 

المرحلة الرابعة: " لنتأمل يسوع يلتقي بأمّه الحزينة "

لقد جازتْ حِرابُ الألمِ والأسى في قلبِ أمِّكَ المتألمة، يا يسوع حبيبي، عندما التقتْ نظراتُك نظراتِها، وأنتَ سائرٌ على طريقِ الْجلجلة، فقدَّمتْ عذابَها مُشاركةً في الفداءِ مستسلمةً لإرادةِ الأبِ حبّاً وتكفيراً.وكذلك كانتْ حِرابُ الحزنِ المريرِ تخترقُ نفسَ القديسة ماري الفونسين عندما كانتْ تتأملُ في عذاباتِك المُبرِّحة وفي أوجاعِ أمّك المروِّعة فتنهمرُ دموعَها أسىً وأسفاً وندامةً .

اجعلني يا يسوع أُشاطرُ الآخرين مرارةَ الحياةِ مُبلسِماً جِراحَ الإخوةِ بالحبِّ والتعزية.

 

المرحلة الخامسة: " لنتأمل سمعان القيرواني يعين يسوع على حمل الصليب"

يا يسوع حبيبي، أراكَ خائرَ القوى، مُنهكاً ملطّخاً بالدماء، لا حولَ لك ولا قوة، فطلبَ الجنودُ من سمعان القيرواني أن يساعدَكَ، ليس شفقةً منهم عليك، بل رغبةً منهم بابقائِك حيّاً لإرواءِ غليلِهم منكَ على الجلجلة.

والقديسة ماري الفونسين كانتْ القيرواني المُخفِّفَ من وطأةِ صليبِ الألمِ والحرمان بصلواتِها وإماتاتِها وخدمَتِها حبّاً بالآخر، وكنتَ لها يا يسوع، القيروانيّ عندما لم تكنْ تجدْ سواكَ ليُنجِدَها ويُعينَها على حملِ صليبِها.

ساعدني يا يسوع أنْ أكونَ القيرواني الذي يُساعدُ الآخرين لا تسخيراً بل حبّاً بك وتمثّلاً بالقديسة ماري الفونسين.

 

المرحلة السادسة:" لنتأمل القديسة فيرونيكا تمسح وجه يسوع بمنديل"

هنيئاً لكِ أيتها القديسةُ فيرونيكا على حبِّكِ الْجريء، وإرادَتِكِ الْمجبولةِ بالإيمانِ والإنسانية، فانطبعتْ صورةُ الوجهِ الأقدسِ في قلبِكِ قبلَ منديِلِكِ، ومقتفيةً خُطاكِ، عاشتْ القديسة ماري الفونسين حياتَها سعياً لتحقيقِ هدفٍ واحد فقط ألا وهو أن تمسحَ عن وجهِ الفادي الحبيب، من خلالِ الْمحتاجِ واليتيمِ والمريضِ والْمُهمَلِ، الحزنَ والأسى، بمنديلِ تقواها الذي نَسَجَتْه من خُيوطِ تضحياتِها وتفانيها وعنايتِها.

هبني يا يسوع المحبوب، أن أمسحَ، بمنديلِ الرأفةِ والأُخوّةِ، وَحْلَ الألمِ والفشلِ عن وجوهِ الآخرين.

 

المرحلة السابعة: " لنتأمل يسوع يسقط تحت الصليب للمرة الثانية "

 أراكَ يا يسوع حبيبي، تسقطُ ثانيةً إذ يزدادُ ثِقَلُ الخطايا، وتَكبُرُ المعاصي، وتتكاثرُ الآثام،ولكنّك تنهضُ لرغبَتِكَ في بُلوغِ جلجلةِ الخلاص حيث تجلّت الْمحبّة، في غمرةِ الألم.

وهذا ما عاشتْه القديسة ماري الفونسين، وهي تحمِلُ صليبَها على دروبِ الْبشارةِ والخدمةِ والرسالةِ، ساقطةً تحتَ ثِقَلِ الأعباءِ الحياتيّة وازديادِ حجمِ المسؤليات، ولكنّها كانت تنهضُ بقوةِ نعمَتِكَ لتُتابِعَ المسير.

يا يسوع حبيبي، إني أنوء تَحتَ ثِقَلِ ضغوطات الحياة، فساعدني على متابعةِ سَيْري لأبلغَ إلى جُلجلةِ الْخلاص.

 

المرحلة الثامنة: " لنتأمل يسوع يعزّي بنات أورشليم "

يسوعُ، في خِضّمِ الألم والضُعْفِ الناجمِ عن استنزافِ قواه، ينسى أوجاعَه وصليبَه، ويقفُ بكلِ هيبةٍ ووقارٍ مُخاطباً بناتِ أورشليم النائحات، ليزرعَ فيهنَّ بذورَ العزاءِ والصبر. والقديسة ماري الفونسين كانت، رَغْمَ مصاعبِها ومُعيقاتِ الحياة، من فقرٍ وضيقٍ وحرمان، تَهْرَعُ لمواساةِ المتألمين والأيتامِ لتزرعَ في نفوسِهم بذورَ الأملِ والهمّةِ، وتسقيها بماء المحبة.

قدّرني يا يسوع أن أُعيدَ الأملَ لفاقديه، والإبتسامةَ على ثُغورِ من أرهقتْهم همومُ الحياة.

 

المرحلة التاسعة: " لنتأمل يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة "

 كلما اقتربَ موكبُ الموتِ من الجلجلة ازدادَ الإثمُ على مَنْكِبَي المخلص، وتأجّجَ حُبُّه للبشر، فنراه يسقطُ للمرةِ الثالثة وينهضُ ملتهباً شوقاً للفداء، والقديسة ماري الفونسين كلما تقدّمتْ بها السِنُّ وكَثُرَت الآمُها ومسؤولياتُها، ازدادتْ تلهفاً للصلاةِ والإماتةِ والتضحية حبّاً بالفادي واخواتِها ساعيةَ لمعانقةِ صليبِها.

اجعلْ يا رب كروبَ الحياةِ وضيقاتِها حافزاً للتقرّب منك بالصلاةِ والتأمل والممارساتِ الروحية.

 

المرحلة العاشرة: " لنتأمل يسوع يعرّى من ثيابه ويُسقى خلا ومرا "

يسوع يُسقى المرَّ ويتخلّى عن كلِّ ما يَمْلِك، ثيابِه وردائه التي اقتسمها الجنود، مقدِّماً نفسَهُ ذبيحة ًطاهرةً مرضيةً على صليبِ الحُبِّ والمصالحة. وعلى جُلجلةِ الألمِ والامّحاءِ صَلَبَتْ القديسة ماري الفونسين ذاتَها ذبيحةَ الوردية، وتجرّعت كأسَ المذلّةِ والاضطهاد، حبّاً بيسوع، من أجلِ تحقيقِ أهدافِها النبيلة وإنجاحِ مخططِ السماءِ، متخليةً عن حقِّها في رئاسةِ الرهبنة وإعلانِ حقيقةِ كونِها المؤسِّسة المصطفاة من قِبَل الأمِّ البتول.

اجعلني يا يسوع الحبيب، أن أتخلّى عن كلِّ ما يُعيقُني عن السيرِ خَلْفَكَ دون الإلتفاتِ إلى الوراء.

 

المرحلة الحادية عشر: " لنتأمل يسوع يسمّر على الصليب "

صليبُ العارِ الذي سمّروك عليه يا حبيبي يسوع غدا لنا عِلّةَ خلاصٍ ومنبعَ حبٍّ، كما كان صليبُ التضحياتِ والتنكِّر الذي سُمِّرتْ عليه القديسة ماري الفونسين في حياتِها، درباً للسماءِ وغارَ مجدِ في دارِ الْخلودِ والهناءِ.

امنحني يا رب أن أسمّرَ ميولي وشهواتي وضعفي على صليبِ الصلاةِ والصّومِ والإماتةِ فأستحقَ حبّكَ ورضاك.

 

المرحلة الثانية عشرة: " لنتأمل يسوع يموت على الصليب "

يسوعُ يُتمُّ كلَّ شيءٍ ويموتُ على الصليبِ، مبيداً الموتَ ومانحاً الحياةَ لموتى الخطيئة، وفاتحاً بابَ السماء، وساكباً رحمتَه الواسعة على الجميع. وعلى جلجلةِ الحياةِ اليوميةِ، تُميت القديسة ماري الفونسين ذاتَها بمساميرِ التضحية والإماتة والحرمان، قابلةً طَعَناتِ السّخريةِ والنكرانِ والإضطهاد، لتجعلَ من ذاتِها ذبيحةً مَرْضيَّة.

امنحني يا رب أن أموتَ عن ذاتي لأحيا في المسيحِ قاهرِ الموتِ ومُعطي الرجاء.

 

المرحلة الثالثة عشرة: " لنتأمل يسوع يُنزل عن الصليب ويسلّم لأمِّه مريم"

 بانزالهِما جسدَ الفادي، عزّى نيقوديموس ويوسفُ الرامي قلبَ الأمِّ البتول المطعونِ بسيوفِ اللوعةِ والأَسى. والقديسة ماري الفونسين، بحبِّها المتأجّج للمصلوب، وتضحياتِها واماتاتِها، بطاعتِها واستسِلامها، بلسمتْ جراحَ الأمِّ البتول، وعوّضت عن إهاناتِ الأبناءِ وتنكّرهم لأمومَتِها وطهارتِها ومكانتِها.

امنحيني، أيتها الأمُّ القديسة، شَذَرةً من حبّكِ وأمانتِك لاشاركَكِ التكفيرَ عن خطاياي وخطايا الرافضينَ الدعوةَ إلى التوبةِ والمصالحة.

 

المرحلة الرابعة عشرة:" لنتأمل يسوع يوضع في القبر "

 وُضْعتَ، يا يسوعُ الحبيب، في القبرِ فجَرَّبتَ عتمةَ القبورِ لتزرعَ فيها نورَ الحياةِ والخلودِ بانتظارِ القيامة، فأحييتَ رجاءنا. والقديسة ماري الفونسين ارتضتْ أن تَدْفِنَ في قبرِالصمتِ والتواضعِ والإمّحاء حقيقةَ أمرهِا وسرَّ علاقتِها بالعذراءِ والرهبنةِ، وأغلقتهُ بحجرِ التّجرد والزهد، وختَمتهُ بالأملِ والرجاء. وقد اعتقدَ الواهمون أنها تعيشُ عالةً على الآخرين، فأمستْ مَدْعاةً للسخريةِ من قِبَلِ البعض، وتحمّلت ظُلْمَةَ الْعُزْلَةِ والإختلاءِ حُبّاً بالمسيحِ وبأُمِّهِ القديسة، صافِحِةً حانية.

أعطني يا رب أن أرى في الموتِ حياةَ السعادةِ مع المسيح الذي افتدانا بموتِه على الصليب، وأن أكونَ مستعداً له في كل لحظةٍ أعيشُها معَ المسيح وفيهِ وبهِ.

 

المرحلة الخامسة عشرة: " لنتأمل يسوع يقوم من بين الأموات "

وفي اليومِ الثالثِ انبعثَ نورُ القيامةِ مُبيداً ظنَّ الواهمينَ ومُحَطِّماً قيودَ الموتِ، راداً ابليسَ يَجُرُّ ذيولَ الخَيْبَةِ والفشلِ والحسرة. وكما انبعثَ نورُ المجدِ والظَفَرِ من القَبرِ المُظْلِمِ وشَمَلَ المسكونةَ التي لفَّها البِشْرُ والحُبور، كذلك انبعثتْ، كالنورِ الساطعِ، الحقيقةُ التي بَقيِتْ حَبيسَةَ الصَمْتِ والكِتْمان، من أوراقٍ دوَّنَتْها الطوباوية، نزولاً عند رَغْبَةِ مُرْشِدِها، فانجلتْ الحقيقةُ وعَرَفَ الجميعُ حقيقةَ الأمر، ونالتْ هالةَ المجدِ الخالد.

اجعلني يا ربُّ أخلعُ إنساني القديم، إنسانَ الخطيئة، لأَلبسَ الإنسانَ الجديد، إنسانَ النعمةِ والرجاءِ والحياة.