اتصلوا بنا

الرئيسية

 

 
 
 

تأمل في البركة التي يَهِبُها قلب يسوع
للبيوت التي فيها تُكرِّم صورَتَه.

 

 

 

إنَّ الموتَ هو الذي يفصل ويفرّق أعضاء أسرة واحدة بعضُهم عن بعضٍ ولا يكادُ أحد أفراد العائلة يغادرُ الحياةَ الفانية هذه حتى تراهم يعمَدون إلى وضع صورتِهِ نُصبَ أعينِ أفراد الأسرة وفي أفضل مكانٍ من المنـزل، وبهذا تنوبُ الصورة عن الغائب العزيز ويُخَيَّل لهم بوجودها بينهم أنّه لا يزال يشاطرُ أفرادَ أسرتِهِ حياتَهم وكأنَّ لسانَ حالِهِ يقول: أنا هنا، أنا معكم ولستُ بعيداً عنكم فإنني أراكم. وبهذا يكونُ لهم عزاءً وراحةَ ضمير… فإذا كان الأمرُ كذلك عن صورةِ الإنسان فما القول عن صورة القلب الإلهي، عن صورة مَن هو الأب والأم والأخ والصديق "مَن أخي وأختي وأمي، الذي يعملُ إرادةَ أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي" (متى 50:12). فإذا كان هذا تأثيرُ صورةِ الأحباب والأقارب والأصدقاء فكم ستكون صورة قلب يسوع واهبةً للتعزية ومؤثرةً في قلوب البشر. فما أكثر النفوس التي نالت النِعَم الوافرة والخيراتِ الجزيلة بوضعِها صورة قلب يسوع في منازلِها والالتجاء إليها في حاجاتِها ومصائبِها الزمنية والروحية، فهي بركةُ لساكني البيت، وتعزيةٌ للقلوب المتألمة. فقد صرّحت القديسة مرغريتا مريم عن هذه البركات قائلةً:"إنَّ مخلِّصَنا قد وعدني بأنْ يَفيضَ تعزياتِ محبتِهِ العذبة على الجماعات التي تكرِّم صورَتَه المقدسة ويفيضُ بغزارةٍ جميعَ المواهب السماوية على قلوب الذين يكرِّمون هذه الصورة المقدسة، كما وعدني بأنْ يَضرِمَ نارَ محبتِهِ في قلوب الذين يحملون صورَتَه ويحميهم من مخاطر الدنيا"… فصورة قلب يسوع التي نكرِّمها في منازِلِنا ومعابدِنا تذكِّرنا بمحبةِ الله وجزيلِ إحساناتِهِ إلينا، فهو الذي قال:"إني أباركُ البيوتَ التي تعرض وتكرمُ فيها صورةُ قلبي الأقدس".

خبـــر عن شهر قلب يسوع المقدس
مَرَض الكوليرا من الأمراض المعروفة. ففي سنة 1891 أنتشر الوباءُ في مدينةِ حمص بسوريا فحثّ الآباء اليسوعيون أهاليها على الثقة التامة برحمة قلب يسوع الأقدس ورفع الصلوات والابتهالات لهذا القلب الإلهي، ودَعَوا في الوقت نفسِهِ إلى تكريس العائلات للقلب الإلهي مع وضع صورتِهِ في كل بيت من بيوت المدينة متّكلين بذلك على رحمتِهِ ليرفعَ هذا الألم من نِيرِ السكان البسطاء وهكذا نظر الربُّ بعينِ الرحمة إلى الذين رفعوا أصواتَهم بتقوى وإيمان إلى قلبِهِ الإلهي فتوقَّف الوباءُ وعادتِ المدينةُ خاليةً من كلِّ إصابةٍ.

إكـــرام
حاولْ أنْ تضعَ في بيتِكَ وفي مكانٍ لائق صورةَ قلب يسوع الأقدس، ولا تنسَ أنْ تنظرَ إليها بإكرامٍ لائق بين مدةٍ وأخرى فسترى حبَّه ينمو في قلبِكَ وسيكون هو عزاءكَ في كلِّ ساعةٍ من حياتِكَ.

نافـــذة
يا قلبَ يسوع املُكْ على قلبي