اتصلوا بنا

الرئيسية

 

 
 
 

"أَيُّها المُرائي، أَخْرِجِ الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوَّلاً، وعِندَئِذٍ تُبصِرُ فتُخرِجُ القَذى مِن عَينِ أَخيك"

 

 

 

سمعت البعض يتكلّم بالسوء عن قريبه، فَلُمتهم، فأجاب فاعلو الشرّ هؤلاء كي يدافعوا عن أنفسهم: "نحن نتكلّم هكذا محبّةً بهم وتعاضدًا معهم غير أنّي أجبتهم: توقّفوا عن ممارسة هكذا محبّة، وإلاّ فإنّكم تتّهمون بالكذب ذاك الذي قال: "المُغْتابُ لِقَريبِه بِالخَفاءِ أُسكِتُه"(مز 101[100]: 5). فإنْ كنت تحبّ قريبك، كما تقول، فصلّي في الخفاء من أجله، ولا تسخر من هذا الإنسان. هذه هي الطريقة في المحبّة التي تروق للربّ؛ ولا تغفل عن هذا، وسوف تسهر بتأنّ كبير من أجل عدم الحكم على الخاطئين. لقد كان يهوذا (الإسخريوطيّ) من عداد الرسل، بينما كان لصّ اليمين مجرمًا. ولكن أيّ تغيير مدهش في لحظة!...

إنّ ذلك الذي يتكلّم بالسوء عن قريبه، أجبه إذن: "توقّف يا أخي! فأنا ذاتي أسقط كلّ يوم في أخطاء أكثر خطورة؛ فكيف يمكنني بعدها أن أحكم على هذا؟" وهكذا تحصل على فائدة مزدوجة: تشفي ذاتك وتشفي قريبك. فالامتناع عن الحكم على الآخر هو الطريق الأقصر الذي يقود إلى غفران الخطايا، إذا كانت هذه الكلمة صحيحة: "لا تَدينوا فَلا تُدانوا. لا تَحكُموا على أَحَدٍ فلا يُحكَمَ علَيكم"(لو 6: 37)... إنّ بعضهم قد اقترف خطايا كبيرة على مرأى من الجميع، ولكنّهم فعلوا في الخفاء أعمال فضيلة أكبر. وهكذا فإنّ من ذمّهم خدع عندما تعلّق بالدخان ولم ينظر إلى الشمس...

إنّ المنتقدين المتسرّعين والقساة يقعون في هذا الوهم لأنّهم لا يحفظون لا الذكرى ولا الهمّ الثابت لخطاياهم الشخصيّة... إنّ الحكم على الآخرين هو اغتصاب حقّ إلهيّ وبدون خجل. بإدانتنا لهم ندمّر نفوسنا... وكما أنّ القاطف الجيّد يأكل العنب الناضج ولا يقطف العنب الأخضر، هكذا، فإنّ النفس الخيّرة والحسّاسة تسجّل باهتمام كلّ الفضائل التي تراها في الآخرين، أمّا الأحمق فهو الذي يراقب الأخطاء والنواقص.