English

سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

"... فعادوا في طريق آخر الى بلادهم." ( متى فصل 2: 12 )

 
 

هناك طريقان : طريق ذهاب وطريق اياب أو عودة.

- في طريق الذهاب، علامات واشارات : النجم ، الرموز في السماء ، العجائب.

- في طريق العودة ، تختفي العلامات والرموز لأننا لسنا بحاجة اليها لتدلنا على المغارة، على مكان ولادة المسيح. تبقى عجيبة واحدة فقط في طريق العودة. ما هي هذه العجيبة؟ هناك في المغارة طفلٌ صغير مقمّط، لا يختلف عن باقي الأطفال لكنه "ملك" إنه المسيح الذي تنتظره الشعوب. في هذا الطفل يكمن "الاكتمال". معناه أن كل شخص يرى الطفل ، لا يمكن أن يعود أو يرجع في نفس الطريق التي سلكها للذهاب.

بعد لقاء المجوس بالطفل ، غيّروا، بدّلوا طريق العودة الى بلادهم.

من هنا، نستخلص 3 مسارات:

1- المرجعية : الطفل يسوع أصبح مرجعية المجوس وليس هيرودس الملك.

2- الأمانة : الأمانة للمرجعية يعني الأمانة ليسوع وليس لملك الأرض.

3- الهدف : ان اللقاء بالطفل غيّر حياة المجوس فغّيروا الطريق وحققوا الهدف الذي هو خلاص نفوسهم.

ونحن؟ هل تمّ بالفعل لقاؤنا بالطفل يسوع في طريق الذهاب اليه ، لنعود في طريق آخر ونحقق "هدفنا وأمانتنا ومرجعيتنا" ؟ ان اللقاء بيسوع ليس حدثاً كباقي الأحداث، ليست "خبرية" نخبرها لمن حولنا عندما نلتقي بأشخاص لم نرهم منذ مدة، أو رأيناهم بطريقة مفاجئة. اذا كان لقائي بالطفل سيرجعني في نفس طريق الذهاب اليه ، تكون هذه أول علامة رسوب لي في بدء السنة الطقسية وإذا غيّرت الطريق ، فأنا واثقة أنني سأحمل معي إلى من حولي ، وفي حياتي اليومية الروتينية "البشرى السارة" . هذا الأمر ليس أبداً بالعسير ، لأنني كلما التقيت باخوتي البشر ، أكون قد التقيت بالطفل يسوع. ألم يلتقي السامري الصالح بيسوع عندما داوى جراح "أخيه في الانسانية" ؟ لم يسأله من أي دين ، أو من أي لون أنت، أو من أي ملّة أو طائفة فقط التقى به وحمله ، حمل أوجاعه وآلامه.

اللقاء بالطفل يسوع ، هو أن لا تمرّ بالقرب من غيرك مثل سائح مستعجل، بل أن تنظر الى الناس بكل انتباه وأن تتطلع اليهم بقلبك لتتعرف جيداً الى حياتهم ومشاكلهم وأوضاعهم ومعاناتهم، اللقاء بالطفل هو أن لا تحتفظ بشيء لنفسك ، من غير أن تتقاسمه وأن تصنع من حياتك عطيّة كاملة للكل دون مقابل، وعندئذ تبقى لك غبطة العطاء وتشعر بينبوع ماء يتفجر في أعماقك فيخصب حياتك وحياة الآخرين.