اتصلوا بنا

الرئيسية

 

 
 
 

إيمان بولس الرسول

 

 

كان بولس يهودياً من سَبَطِ بنيامين يَضطَهِد كنيسَةَ الله، وكان حاضِراً رَجْمَ اسْطِفانوس وحارِساً ثيابَ الراجمين. وبَينَما هو يَحمِلُ رسائِلَ رُؤساءِ اليَهود الى دِمَشقِ لإضطِهادِ المَسيحيين ظَهَرَ لَه المسيح قائِلاً: "شاول شاول لِمَ تَضطَهِدُني" (اعمال 9). وكان شاول يَظُنُّ أنَّ المَسيح قَد ماتَ وقُبِرَ ولا يَزال مَيتاً. فَلَما شاهَدَ المَسيحَ حيّاً، آمَنَ بِهِ وَكرََّسَ حياته للتبشيرِ بأنَّ المَسيحَ قامَ وهو المُخلِّص المُنتَظَر. قََبِلَ العمادَ المُقدَّس في دِمشق على يَدِ حَنَنيا الاسقُف وكان لهُ مِن العُمرِ سَبعاً وعِشرين سَنة. فَلتَحرِسُنا شَفاعَتُه، آمين.

"طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ"..
في اليوم الاول من أسبوع الابرار والصديقين تتأمل الكنيسة في انجيل التطويبات. فمن هو الانسان البار الذي تنطبق عليه هذه التطويبات؟

الانسان البار هو:
- "السالك طريق الكمال وفاعل البر" (مزمور 15 /2), ما أحوجنا اليوم الى رجال الاستقامة هؤلاء الذين يعملون ما يقولون؟ هل يعقل أن ترغمنا الظروف على التلون والتنكر للحق والبر؟ هل حقا أن حجة "مشغول" تبعدنا عن الكنيسة؟

- " من بلسانه لا يغتاب.." (مزمور 15 / 3) في زمن التواصل السريع بين الناس وسهولة انتقال الاحاديث والرسائل الشخصية, نحن في أمس الحاجة الى الصدق. ألا تشوه النميمة سمعة الاخرين وتدمر صورتهم؟ أليست الكلمة الجارحة أشد ألما وايذاء من حد السيف؟ كم من العلاقات بين الاصدقاء والاقارب دمرت, وكم من العائلات انكسرت وبيوت خربت من جراء النميمة واغتياب الاخر والتجريح به؟ الا تدمر الكلمة الجارحة شخصية أبنائنا وتخلق منهم جيلا عنيفا لا يحسن اللطف والتعقل والانفتاح؟

- "بصاحبه لا يصنع شرا.."(مزمور 15 / 3) لو كان بيدنا ميزان لقياس الاضرار التي يسببها الاصحاب لبعضهم البعض جراء الغيرة والتخاصم والتحزب والتحجر ستكون النتيجة خيالية. لكن بيدنا ارادة الالتزام من أجل خير الاخر والدفاع عنه في غيابه قبل حضوره حين يكون في موضع الاتهام, لا بل تحسين صورته من خلال تفهم ظروفه ووجهة نظره. عندما أنظر الى الاخوة كيف يتعاملون مع بعضهم وكيف ينتقلون من خصومة الى اخرى ومن معركة الى معركة , صرت أخاف أن يقول لي أحد الاصدقاء:"أنت مثل أخي!!!" . "فحَيثُ الحَسَدُ والنِّزاعُ، هُناكَ القَلَقُ وكُلُّ أنواعِ الشَّرِّ. وأمَّا الحِكمَةُ النـازِلَةُ مِنْ فوقُ فهِيَ طاهِرَةٌ قَبلَ كُلِّ شيءٍ، وهِـيَ مُسالِمَةٌ مُتَسامِحَةٌ وديعَةٌ تَفيضُ رَحمَةً وعمَلاً صالِحًا، لا مُحاباةَ فيها ولا نِفاقَ. والبِرُّ هوَ ثَمَرَةُ ما يَزرَعُهُ في سَلامٍ صانِعو السَّلامِ" (يعقوب 3 / 16 – 18 ).