اتصلوا بنا

الرئيسية

 

 
 
 

معرفة خطيئتنا في مقابل رحمة الله

 

 


إنّ الله ذاته هو العدالة بامتياز. كلّ أعماله عادلة، منظّمة منذ الأزل، بفضل قوّته الفائقة، وحكمته الفائقة، وطيبته الفائقة. كما أنّه صنع كلّ شيء للأفضل، هكذا يعمل بلا انقطاع ويقود كلّ الأشياء إلى غايتها... إنّ الرحمة هي من طيبة الله؛ ستواصل عملها طالما يُؤذَن للخطيئة بإقلاق النفوس المستقيمة. عندما يُسحَب هذا الإذن... سيستقرّ كلّ شيء في العدالة، ويدوم فيها إلى الأبد.

يسمح الله بأن نسقط. ولكنّه يحفظنا بقدرته وحكمته. يرفعنا برحمته ونعمته إلى فرح أكبر جدًّا. وهكذا يريد أن يكون معروفًا ومحبوبًا في العدالة والرحمة، الآن وإلى الأبد... أنا، لن أعمل سوى الخطيئة. لكنّ خطيئتي لن تمنع تدخّل الله. التأمّل بأعماله هو فرح سماويّ للنفس الممتلئة مخافة والّتي ترغب دائمًا، بحبّ متزايد، في إتمام إرادة الله، بمساعدة النعمة.

يبدأ هذا العمل في هذا العالم. ويصبح ممجّدًا لله ومفيدًا لجميع الّذين يحبّونه على الأرض. عند وصولنا إلى السماء، سنصبح شهودًا له بفرحٍ رائع. سيُواصَل هذا العمل إلى اليوم الأخير. المجد والطوبى الناتجان عنه سيستمرّان في السماء، أمام الله وجميع قدّيسيه، إلى الأبد... هناك يكون الفرح الأعظم: رؤية الله ذاته الّذي هو صاحب العمل. فالإنسان ليس سوى خاطئًا. بدا لي أنّ ربّنا الصالح كان يقول لي: "أنظري! أليس هنا ما يدعو إلى التواضع؟ أليس هنا ما يدعو إلى الحبّ؟ أليس هنا ما يدعو إلى معرفة الذات؟ أليس هنا ما يدعو إلى أن تفرحي بي؟ إذن، افرحي بي، محبّةً بي. لا يمكن لأيّ شيء أن يرضيني أكثر".