اتصلوا بنا

الرئيسية

 

 
 
 

ربّ الحصاد

 

 

 

إنجيل القدّيس متّى .38-33:9

في ذلِكَ الزَّمان: لَمَّا طَرَدَ يسوعُ الشَّيطانَ تَكَلَّم الأَخرَس، فَأُعجِبَ الجُموعُ وقالوا: «لَم يُرَ مِثلُ هذا قطُّ في اسرائيل!»
أَمَّا الفِرِّيسيُّونَ فَقالوا: «إِنَّهُ بِسَيِّدِ الشَّياطين يَطْرُدُ الشَّياطين».
وكانَ يسوعُ يَسيرُ في جَميعِ المُدُنِ والقُرى يُعلِّمُ في مَجامِعِهم ويُعلِنُ بِشارةَ المَلَكوت ويَشفِي النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة.
ورأَى الجُموعَ فأَخذَته الشَّفَقَةُ علَيهم، لأَنَّهم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعيَ لها.
فقالَ لِتلاميذِه: «الحَصادُ كثيرٌ ولَكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون.
فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه»


 

ربّ الحصاد

إنّ الإنجيل الذي قرأناه للتوّ يدعونا إلى التفكير في ماهيّة هذا الحصاد الذي يتكلّم عنه الربّ: "الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه". ولهذا أرسلَ، إضافة إلى التلاميذ الاثني عشر الذين دعاهم رسلاً (مُرسَلين)، إثنين وسبعين آخرين. وجميعهم، كما نستنتجُ من كلامه، أرسلَهم ليعملوا على حصادٍ حاضرٍ. أيّ حصادٍ؟ لم يكونوا ليحصدوا عند الوثنييّن حيث لم يتمّ الزرع بعد. إذًا، الحصاد المعنيّ هو في وسط اليهود؛ إنّ ربّ الحصاد أتى ليحصدَ بين اليهود. أمّا بالنسبة إلى الشعوب الأخرى، فهو أرسلَ زارعين لا حصّادين. أمّا عند اليهود، فالوقت كان للحصاد. وفي الأمم الأخرى، كان وقت الزرع. وهو قد اختارَ الرسل فيما كان هو يحصدُ بين اليهود. وكان أوان الحصاد والزرع قد نضجَ لأنّ الأنبياء كانوا قد أتمّوا الزرع.

ألم يقل الرّب لتلاميذه:" "أَما تَقولونَ أَنتُم: هي أَربعةُ أَشهُرٍ ويأتي وَقْتُ الحَصاد؟ وإِنِّي أَقولُ لَكم: اِرفَعوا عُيونَكم وانظُروا إِلى الحُقُول، فقَدِ ابْيَضَّت لِلحَصاد" (يو4: 35). وقال أيضًا: "إِنِّي أَرسَلتُكُم لِتَحصُدوا ما لم تَتعَبوا فيه. فغَيرُكُم تَعِبوا وأَنتُم دَخلْتُم ما تَعِبوا فيه" (يو4: 38). وأولئك الذين تعبوا هم إبراهيم، وإسحق، ويعقوب وموسى وسائر الأنبياء؛ لقد تعبوا ليزرعوا. وعند مجيئه، وجدَ الربّ الحصاد حاضرًا، فأرسل الحصّادين مع منجل الإنجيل.