English

سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

"كثير من الناس... عَلِموا بكلّ ما كان يعمله، فجاءوا إليه"

 
 


إنجيل القدّيس مرقس .12-7:3

في ذلك الزَّمان: انَصَرَفَ يسوعُ إِلى البَحرِ ومعَه تَلاميذُه، وتَبعَه جَمعٌ كَبيرٌ مِنَ الجَليل، وجَمعٌ كثيرٌ مِنَ اليَهوديَّة،
ومِن أُورَشليمَ وأَدومَ وعِبرِ الأُردُنّ ونَواحي صورَ وصَيدا، وقد سَمِعوا بِما يَصنَعُ فجاؤوا إِليه.
فأَمَرَ تَلاميذَه بِأَن يَجعَلوا له زَورَقًا يُلازِمُه، مَخافَةَ أَن يُضايِقَه الجَمع،
لأَنَّه شَفى كَثيرًا مِنَ النَّاس، حتَّى أَصبَحَ كُلُّ مَن بِه عِلَّةٌ يتَهافَتُ علَيه لِيَلمِسَه.
وكانتِ الأَرواحُ النَّجِسَة، إِذا رَأَته، تَرتَمي على قَدَمَيه وتَصيح: «أَنتَ ابنُ الله!»
فكانَ يَنهاها بِشِدَّةٍ عن كَشْفِ أَمرِه.

 

"كثير من الناس... عَلِموا بكلّ ما كان يعمله، فجاءوا إليه"

يا أيّتها المراحم المُرسَلة والمُفاضة على جميع البشر! إنّها تثبت فيكَ، يا ربّ، أنت الّذي، في رحمتك لجميع البشر، جئتَ للقائهم. بموتك، فتحتَ لهم كنوز مراحمك... في الواقع، إنّ كيانك العميق يحتجب عند رؤيتك الإنسان، لكنّه مرسوم في أدنى حركاته. إنّ أعمالك تُظهر لنا صانعَها، والمخلوقات تدلّنا على خالقها (حك13: 1؛ رو1: 20)، لكي نتمكّن من لمس ذاك الّذي يختفي أمام البحث العقليّ، لكنّه يظهر في هِباته. من الصعب أن نتوصّل إلى الحضور أمامه وجهًا لوجه، ولكن من السهل أن نقترب منه.

إنّ أفعال شكرنا لا تكفي، لكنّنا نعبدك في كلّ الأشياء لأجل حبّك لجميع البشر. إنّك تميّز كلّ واحد منّا من عمق كياننا الخفيّ، نحن المرتبطين كلّنا أساسًا بطبيعة آدم الوحيدة... نحن نعبدك، أنتَ الّذي جعلت كلّ واحد منّا في هذا العالم، وسلّمتنا كلّ ما يحويه، وسوف تُخرجنا منه في ساعة لا نعرفها. نحن نعبدك، أنت الّذي جعلت الكلمة في أفواهنا لكي نستطيع أن نعبّر لك عن مطالبنا. إنّ آدم الراقد بسلام يهتف لك، ونحن ذريّته معه، لأنّنا كلّنا مستفيدون من نعمتك. الرياح تسبّحك...، والأرض تسبّحك...، والبحار تسبّحك...، والأشجار تسبّحك...، والنباتات والأزهار تباركك أيضًا... لتجتمع كلّ الأشياء ولتضمّ أصواتها لتسبّحك، متنافسةً بأفعال الشكر على كلّ خيراتك، وموحّدة بالسلام لتباركك؛ لترفع لك كلّ الأشياء معًا عمل تسبيح.

علينا أن نتوق إليك بكامل إرادتنا، وعليك أن تفيض علينا قليلاً من ملئك، لكي تجعلنا حقيقتك نتوب، فيختفي بذلك ضعفنا الّذي لا يمكنه أن يبلغ إليك بدون نعمتك، أنت سيّد الهِبات.