Home English اتصلوا بنا سجل الزوار

الدعوة الرهبانية

رهبنة الوردية المقدسة

 

 

 
 

"كُلُّ شَجَرةٍ تُعرَفُ مِن ثَمَرِها" (لو 6: 44)

 
 
 

 

 
 

إذا كنتم تؤمنون بالمسيح، اعملوا أعمال المسيح، لكي يحيا إيمانكم؛ فتُنشّط المحبّة هذا الإيمان، ويكون العمل له البرهان. أنتم مَن تدّعون المكوث في يسوع المسيح، يجب أن تسيروا مثله. إذا كنتم تسعون إلى المجد، وإذا كنتم تحسدون سعداء هذا العالم، وإذا كنتم تسيئون الكلام بحقّ الغائبين وإذا كنتم تردّون الشرّ بالشرّ، فهذه أمور لم يفعلها المسيح. تقولون إنّكم تعرفون الله، لكنّ أعمالكم تنفي ذلك...: "هذا الشعب يكرّمني بشفتيه وأمّا قلبه فبعيد منّي" (أش29: 13؛ متى15: 8)...

غير أنّ الإيمان، القويم حتّى، لا يكفي لصنع القدّيسين ولصنع الأبرار، إذا لم يعمل في المحبّة. فمَن كان بلا محبّة يعجز عن حبّ العروس، كنيسة المسيح. ولا تستطيع الأعمال من دون الإيمان، حتى الأعمال التي تُنفّذ في البرّ، أن تجعل القلب مستقيمًا. ولا يمكننا أن ننسب البرّ للإنسان الذي لا يُرضي الله؛ إذ إنّه "بِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ نَيلُ رضا الله" (عب11: 6). فمَن لا يرضي الله، لا يستطيع الله أن يرضيه. لكن مَن يرضى بالله لا يستطيع أن يغضب الله. ومَن لا يرضى بالله، لا يرضى بالكنيسة العروس أيضًا. فكيف إذًا يكون بارًّا، مَن لا يحبّ الله ولا كنيسته التي قيل فيها: "فلذلكَ أَحبَتك العَذارى" (نش1: 3).

بالنسبة إلى القدّيس، لا يكفي الإيمان من دون الأعمال، ولا الأعمال من دون الإيمان، من أجل استقامة النفس. أيّها الإخوة، نحن المؤمنين بالمسيح، يجب أن نحاول اتّباع طريق قويم. فلنرفع إلى الله قلوبنا وأيدينا معًا، لكي نكون أبرارًا بكليّتنا، فنؤكّد بأعمال البرّ استقامة إيماننا، ونحبّ الكنيسة العروس ويُحبّنا العريس ربّنا يسوع المسيح الذي باركه الله إلى أبد الآبدين.