Home English اتصلوا بنا سجل الزوار

الدعوة الرهبانية

رهبنة الوردية المقدسة

 

 

 
 

البابا فرنسيس: "لا للإيمان "الجمالي" بل اسعوا إلى المحبة الملموسة"

 
 
 

 
 

"هل حياتنا هي حياة مسيحية جمالية وظاهرية أو حياة مسيحية تتسلّح بإيمان نشيط في المحبة؟" هذا ما سأله البابا فرنسيس اليوم في نهاية عظته الصباحية التي ألقاها أثناء القداس الإلهي من دار القديسة مارتا. وأكّد البابا إنّ الإيمان "ليس مجرّد تلاوة النؤمن" بل هو الانفصال عن الطمع والجشع والانحناء نحو الآخرين لاسيما الفقراء.

لا يحتاج الإيمان إلى الظهور وإلا فلا يكون إيمانًا. لا يحتاج إلى التلفيق بالمجاملات الممتلئة من النفاق بل امتلاك قلب قادر على المحبة بطريقة حقيقية. علّق البابا فرنسيس على إنجيل اليوم (لوقا 11: 37-41) بحسب الطقس اللاتيني وهو يتحدّث عن أحد الفريسيين الذي تعجّب من يسوع عندما لم يغتسل قبل الغداء. "إنّ يسوع يدين هذه الروحانية الجمالية التي تبدو وكأنها جيدة وجميلة إنما في الحقيقة فداخلها مختلف تمامًا! يسوع يدين أولئك الذين يبدون بأنهم طيبون إنما يمارسون العادات السيئة في الباطن وسرًا. هؤلاء الأشخاص الذين يتبخترون في الشوارع حتى يراهم الجميع أنهم يصلون وتبدو وجوههم شاحبة عندما يصومون... أنظروا إلى أنّ يسوع قد استخدم صفتين النهب والخبث... حتى إنّ بولس في رسالته إلى أهل غلاطية يتحدث عن الشريعة مشيرًا إلى الذين يلتمسون البر من الشريعة.

وتابع البابا: "ما يهم هو الإيمان. ما هو الإيمان؟ الإيمان ليس مجرد تلاوة النؤمن: كلنا يؤمن بالآب والإبن والروح القدس والحياة الأبدية... كلنا نؤمن! إنما هذا إيمان جامد، غير فاعل. ما يهم هو العمل الآتي من الإيمان أو بالأحرى الإيمان الذي يعمل في المحبة، الذي ينحدر إلى التسول. التسول بالمعنى الواسع للكلمة أي الانفصال عن ديكتاتورية ووثنية المال. إنّ الجشع يبعدنا عن يسوع المسيح".

وتذكّر البابا فرنسيس حادثة من حياة الأب أروبي، الرئيس العام لليسوعيين من السيتينيات حتى الثمانينيات وقال بإنّه يومًا ما أتت سيدة غنية لتتبرّع بالمال للفقراء في اليابان ومعها الصحافيين والمصوّرين. شعر الأب بالإهانة لهذا العمل إنما قبِل المال لأنه مقدّم لفقراء اليابان. وعندما فتح المغلّف وجد عشرة دولارات! دعونا نسأل أنفسنا هل حياتنا هي حياة مسيحية جمالية وظاهرية أو حياة مسيحية تتسلّح بإيمان نشيط في المحبة؟"

وفي الختام قال البابا: "يسوع ينصحنا بألاّ ننفخ بالبوق وألاّ نعطي ما يفيض عنا بل يخبرنا عن المرأة المسنة التي أعطت كل ما تملك وأشاد بعملها وهي لم تقبل إلاّ أن تقوم بهذا العمل سرًا إذ شعرت بالخجل من نفسها بأن تكون قدّمت القليل".