كما ارسلني الاب كذلك انا ارسلتكم ( يو:21:20)"

شاركت معلمات التربية المسيحية في مدرسة راهبات الوردية / اربد اليوم الجمعة الموافق:21/10/2011 بقداس الارسال الاحتفالي والذي نظمه "مكتب التربية المسيحية في الاردن"، وذلك تحت عنوان: " كما ارسلني الاب كذلك انا ارسلتكم ( يو:21:20)" في دير بيت الزيارة لراهبات الوردية /الهاشمية.

ابتدأ نهار الارسال المقدس بصلاة الصباح مع قدس الاب وسام منصور، مسؤول لجنة التربية المسيحية في الاردن، بعد ان رحبّ بالجميع في لقائهم الاول، ، ثم قدم للحضور الاخت ماري ديراني من راهبات المحبة في لبنان، والتي قدمت خصيصا مشكورة ، للمشاركة ولاغناء معليمينا في الاردن ، من خبراتها الروحية في مجال التربية الدينية، لتعود الافادة الروحية على ابناءنا الذين هم عهدة مقدسة بين ايدينا.

ولقد احيت هذا اللقاء المميز "الاخت ماري ديراني من راهبات المحبة في لبنان" والتي قامت من خلاله بعرض منهجية منشورات" "حبة الحنطة"" من الانجيل لوقا، وكيفية اساليب عرضه وتدريسه، وركزت على اهمية الايمان في التعليم المسيحي واهمية رسومات الانتقال في سلسلة منشورات حبة الحنطة والصور السمعية البصرية وDVD ودليل المعلم.

واضافت الى ان حبة الحنطة تبدأ بصلاة اشارة الصليب، والذي يدل على ايماننا بسر الثالوث الاقدس، وركزت ايضا على اهمية الكتاب المقدس بما اننا في سنة التعمق به وبطريقة تربوية يتغذى الطالب من كلمة الرب ثم يتعلم فيعيش اتحاده بالرب فيطبقه في حياته اليومية.

فمن منطلق سعي لجنة مكتب التربية المسيحية في الاردن لمعلمينا للشراكة الكنسية ، قاموا بوضع مجموعة من البرامج الروحية المعدة خصيصا، لتحقيق الاهداف الروحية ، ومنها التعمق في معرفة سيدنا يسوع المسيح ، كي يزدادوا حبا وشغفا بتعاليمه المقدسة، ولانتمائهم الكنسي، ورسالتهم في المدرسة والمجتمع المحللي. لان المعلم هو صاحب رسالة يستلمها وليس موظفا، وهذه الرسالة يستلمها من الاسقف نفسه، الذي يرسله باسم الكنيسة في قداس الارسال، لاعلان الايمان بين طلابه، بعد ان يعيشه هو بدوره ويكون مثالا حيا لهم.

وبعد استراحة وجيزة، ترأس سيادة المطران سليم الصايغ مطران اللاتين في الاردن، قداس الارسال، وخلال الذبيحة الالهية كانت هناك فترة اعترافات، ويعتبر قداس الارسال الاحتفالي الاول ، تحقيقا للشعار الذي اختاره قداسة البابا" بندكتس السادس عشر" ليوم الارسال العالمي لهذا العام، وفي العظة شددّ سيادته على دور المربي المسيحي في المدرسة، اذ انهم نور العالم، وركز على معنى الارسال ، الاب السماوي "احبنا وارسل لنا ابنه الوحيد كفارة عن خطايانا" .

المعلم المسيحي هو رسالة المسيح ، وينعم بسلام الرب ويكون صادقا مع نفسه ، بالتوجه لسر التوبة والمصالحة، فالتلاميذ هم تربة صالحة ينغرس في نفوسهم الكلام الصالح،" فها انا ارسلكم مثل الذئاب بين الخراف"، المعلم المخلص يعيش بخلاص المسيح ويحمل رسالته بجدارة وتثمر ثمار خلاصه.

وبعد تناول كلمة الرب والغذاء الروحي، التف الجميع على طاولة المحبة لتناول غذاء المحبة كاسرة واحدة حول راعاتهم الاتقياء، وراهباتهم، في بيت الزيارة لراهبات الوردية/الهاشمية. وبعد الغذاء مباشرة، عودة الى الاخت ماري ديراني لمتابعة اللقاء الروحي، حسب برنامج المعد لهذه الغاية السامية والنبيلة.
" ومن الجدير بالذكر، ان الاخت ماري ديراني، ستقيم دورة اخرى تتعلق بالمنهاج لمن يرغب يومي الخميس والسبت ما بين الساعة الخامسة والثامنة في المركز اليسوعي".

ثم غادر الجميع دير راهبات الوردية، وكل منهم يحمل في قلبه وعقله زوادة يوم الارسال، وكل يهتف قائلا:"ارسلتك بقوتي ... مسحتك لخدمتي.. نصرتك بقدرتي... غمرتك بنعمت."

فيا رب الحصاد دعنا نبذر البذار التي استقيناها اليوم، بعزم واقتدار، كي نجني الثمار، فها نحن جميعا نسير خلفك ومعك، من خلال رعاة نفوسنا الأتقياء، فلا نخشى من الصعاب لانك معنا، تفتح لنا الابواب وتهيئ لنا من يخدموننا ويساعدوننا على فهم وعيش رسالة الانجيل المقدس، والتي هي رسالة محبة وغفران.
ساعدنا لكي نعود لمدارسنا بعد هذا اليوم المبارك، لكرمنا الاساسي، لطلابنا الاعزاء لنعمل معهم بكل حماس روحي من اجل ازدهار الكنيسة الجامعة الواحدة المقدسة الرسولية، كي يكون كل طالب مرسل لك حيثما حلّ فلا يخاف بان يجابه الصعاب بكل حماس روحي، بقوة الروح القدس المعزي.

اخيرا ، نشكر لجنة مكتب التربية الدينية، ممثلة بقدس الاب وسام منصور، مسؤول لجنة التربية الدينية في الاردن، وراعي رعية اللاتين في ناعور ، نطلب لهم جميعا في بداية السنة الدراسية من رب الحصاد ومرسل العملة لهذا الحصاد، النعم الروحية والكنسية في كل خطوة يخطونها لمعلمينا من اجل خير الانفس وطلابنا وللكنيسة جمعاء ، كي يتحقق من خلالهم في معلمينا قول السيد المسيح: " كما ارسلتني كذلك انا ارسلهم".
كما لا يسعنا الا ان نشكر دير بيت الزيارة لراهبات الوردية/ دابوق ، ممثلة بالمنتدبة الاقليمية ورئيسة الدير، الاخت مدلين دبابنة على استضافتها المميزة لنا مع ابتسامة ملائكية شفافة، مع اخواتها الراهبات، في هذا الدير العريق، كافئتهم سيدة الوردية المقدسة كي يبقى بيت الزيارة مزدهرا ومفتوحا للجميع .
فيا رب الحصاد ارسل عملة لحصادك كي تثمر حبة الحنطة مئات واضعاف اضعاف في نفوس من هم بين ايدينا. امين.
"اذهبوا في الارض كلها واعلنوا البشارة للخلق اجمعين"