English

سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

   
 
 
الراحة الابدية أعطهم يارب ونورك الدائم فليضئ لهم
 
 

 

 
 

 
 

 

    

1- لماذا نصرّ على أن نفرض على الله منطقنا البشري؟ فما هو مستحيل علينا ليس بمستحيل على الله. انظروا هذا المثل: ان اليعازر قد مات ومكث في القبر أربعة أيام، جاء بعدها يسوع الى قبره، فقالت مرتا كلاما بشريا بشبه كلام أولئك الذين يقولون أن الميت قد انتهى، فماذا تنفع الصلاة، إذ قالت مرتا ليسوع: "يا رب لقد انتن، فهذا يومه الرابع" (يوحنا 11/39) – وكأنها تريد ان تقول ليسوع : يا يسوع لقد تأخرت، فات الأوان، لن تستطيع شيئا الآن، ونسيتْ أن يسوع إله، فأقام لها أخيها من الموت .

2- الإنسان ماضي وحاضر ومستقبل، وأما أمام الله فكل شيء حاضر، وليس عنده ماضي او مستقبل، لذا عندما أقول: مات الإنسان قبل كذا سنة، فماذا تنفع صلاتي له بعد مرور فترة من الزمن، قد يعتقد البعض أنه قد فات الأوان لصلاتي ان تنفع الميت، ويشبهون ذلك بالشمعة المضاءة خلف الإنسان لا يستفيد منها . ان كل صلاة يرفعها الإنسان من أجل موتاه بعد مرور أي وقت كان هي حاضرة أمام الله ساعة موت فقيدنا، فينظر إليها بعين لاعتبار.

· الصلاة تعزّي المؤمن في ساعة الشدة وتذكّره بمصير موتاه الأبرار وأهمية القيامة مع المسيح حتى لا يحزن ولا ييأس عند موت عزيز عليه كما يفعل الوثنيون. وبهذا الخصوص يقول لنا القديس بولس في رسالته الى أهل تسالونيقي :"ايها الأخوة، لا نريد ان تجهلوا مصير الأموات لئلا تحزنوا كسائر الناس الذين لا رجاء لهم، فأما ونحن نؤمن بأن المسيح قد مات ثم قام فكذلك نؤمن بأن الذين ماتوا في المسيح سينقلهم الله إليه معه ... فليشدد بعضكم بعضا بهذا الكلام" (تسالونيقي 4/13) إن صلاتنا ليسوع بعد وفاة فقيدنا، لهي قادرة ان تقيم موتانا كما أقام يسوع العازر . طوبى لمن يؤمن بكلمة المسيح وكنيسة المسيح لأنه سيرى مجد المسيح، كما قال يسوع معاتبا مرتا : "الم أقل لك أنك إن آمنت ترين مجد الله" (يوحنا 11/3) .

فالصلاة من أجل الموتى عادة حميدة موجودة في جميع الأديان الموحدة بالله. وهي تدل على العلاقة الوطيدة التي تربط بين الأحياء على وجه الأرض والأحياء عند الله وهي أقوى من رباط الموت، فبعد أن مات وقام السيد المسيح بكر الأموات أصبح رأسا لجسد المسيح السري الذي يربط جميع أعضاء هذا الجسد في مراحله الثلاث المختلفة: في جهاده على الأرض وفي تألمه في المطهر وفي انتصاره في السماء.

1- نحن نؤمن بأن جميع المؤمنين يؤلفون كنيسة واحدة كالجسد الواحد، في ثلاث مراحل:

· الكنيسة المنتصرة : سكان السماء

· الكنيسة المجـاهدة : سكان الأرض

· الكنيسـة المتألمـة : سكان المطهر


وهؤلاء جميعا يؤلفون جسدا واحدا كما يقول لنا القديس بولس. وهذه الأعضاء تتعاون معا لخير الجسد العام. "نحن في كثرتنا جسد واحد في المسيح لأننا أعضاء بعضنا لبعض" (رومة 12/5....) ليهتم الأعضاء بعضها ببعض، فإذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء، وإذا أكرم عضو سُرّت معه سائر الأعضاء، فأنتم جسد المسيح وكل واحد منكم عضو منه" (1 قورنتس 12/25 – 27).

2- الصلاة من أجل الموتى مفيدة بشهادة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد :


أ‌- ففي العهد القديم : نقرأ في سفر المكابيين الثاني كيف أنه في حرب اليهود مع الأدوميين سقط عدد كبير من اليهود..." فجمع يهوذا النبيل، يقول السفر، من كل واحد تقدمة فبلغ المجموع ألفي درهم من الفضة فأرسلها الى أورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطيئة. وكان من أحسن الصنيع واتقاه لاعتقاده قيامة الموتى. لأنه لو لم يكن مترجيا قيامة الذين سقطوا لكانت صلاته من أجل الموتى باطلا وعبثا. ولاعتباره أن الذين رقدوا بالتقوى قد ادخر لهم ثواب جميل، وهو رأي مقدس تقوي، ولذا قدم الكفارة عن الموتى ليُحلوا من الخطيئة". (مكابيين 12/43 -46).

ب‌- العهد الجديد : جاء على لسان السيد المسيح ما يلي : "من قال كلمة على ابن البشر يغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلا يغفر له لا في هذا الدهر ولا في الآتي" (متى 12/32)، هذا يعني أن هناك بعض الخطايا العرضية وبعض العقوبات المترتبة على الإنسان تغفر في العالم الآخر، إما بالتكفير عنها في المطهر او بصلوات المؤمنين على الأرض.